مع تزايد الحديث عن التحول إلى الطاقة المتجددة والابتعاد عن الوقود الأحفوري، يبرز تساؤل محوري: هل ما زال النفط والغاز الطبيعي يشكلان حجر الأساس في اقتصاديات العالم؟ دعونا نستعرض أبرز الحقائق والتوقعات لسوق النفط والغاز في عام 2025.

الوضع الحالي لسوق النفط:

• التباطؤ في الطلب العالمي:

تشير التقديرات إلى أن الطلب العالمي على النفط سينخفض إلى 104.3 مليون برميل يوميًا في عام 2025، أي أقل بنحو 300 ألف برميل يوميًا مقارنة بالتوقعات السابقة.

• تباطؤ النمو الاقتصادي:

• في الولايات المتحدة، نضج إنتاج النفط الصخري، مما أدى إلى تباطؤ معدل النمو.

• الصين، المحرك الآخر للطلب العالمي، شهدت اعتدالًا في النمو الاقتصادي، ما قلل من شهيتها للنفط.

• زيادة الإنتاج العالمي:

يتوقع أن يرتفع المعروض العالمي من النفط إلى 104.8 مليون برميل يوميًا، مدفوعًا بزيادة إنتاج دول أوبك+، إلى جانب منتجين من خارج المنظمة مثل الولايات المتحدة والبرازيل.

العوامل المؤثرة في أسعار النفط:

• التغيرات في الأسعار:

• يتوقع أن يبلغ متوسط سعر خام برنت 70 دولارًا للبرميل في عام 2025، بينما يصل متوسط سعر خام غرب تكساس الوسيط إلى 65 دولارًا للبرميل.

• هذا الانخفاض يعكس تباطؤ الطلب، لكنه لا يصل إلى مستويات الانهيار التي شهدتها الأسواق في عام 1998.

• الدور السعودي:

المملكة العربية السعودية تسعى للحفاظ على الأسعار عند مستويات فوق 70 دولارًا، موازنةً بين توليد الإيرادات وحماية حصتها السوقية.

مستقبل الغاز الطبيعي:

• التحول نحو الغاز الطبيعي المسال:

• شهد إنتاج الغاز الطبيعي نموًا مستمرًا منذ عام 2009، حيث أصبح يمثل 56% من إنتاج السوائل في الولايات المتحدة بحلول عام 2024.

• الغاز الطبيعي يُستخدم بشكل متزايد في الصناعات البتروكيماوية، ما يعزز أهميته كمورد حيوي في مزيج الطاقة.

سيناريوهات محتملة:

• تعافي الطلب:

انتعاش اقتصادي أسرع من المتوقع في الصين أو دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية قد يؤدي إلى ارتفاع الأسعار.

• التوترات الجيوسياسية:

أزمات في مناطق إنتاج النفط (مثل الشرق الأوسط أو روسيا) قد تسبب اضطرابات في العرض، مما يرفع الأسعار.

• هل يصبح التباطؤ في الطلب العالمي نقطة تحول نحو بدائل الطاقة؟

• هل يمكن أن يؤدي التحول الكبير في مصادر الطاقة إلى خلق “حرب موارد” جديدة؟

في ظل تغيرات السوق، يظل النفط والغاز الطبيعي موارد حيوية لكنها تواجه تحديات كبيرة من حيث الطلب والأسعار. التحول نحو الطاقة البديلة قد يعيد تشكيل مشهد الطاقة العالمي، لكن الطريق لا يزال طويلًا أمام استبدال الوقود الأحفوري كمصدر رئيسي للطاقة.